oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

استعدادات مكثفة للتعامل مع العاصفة المدارية « لبان»

09 أكتوبر 2018
09 أكتوبر 2018

ليس من المبالغة في شيئ القول بأن السلطنة ، ومن خلال مجموعة التجارب التي خاضتها ، كوزارات وكمؤسسات وأجهزة ، وكمجتمع مدني ، وعلى المستويين العسكري والمدني أيضا ، فيما يتصل بالتعامل مع الأنواء المناخية الطارئة وغير العادية ، وذلك منذ الأنواء المناخية الاستثنائية « جونو» عام 2007 ، والأعصار « فيت» بعده بعامين تقريبا ، والإعصار « مكونو» في شهر مايو الماضي ، قد تكونت لديها خبرات عديدة ، سواء على مستوى عمليات الإعداد المبكر للتعامل مع هذه الظواهر المناخية ، ومنذ تسجيل حدوثها على بعد أكثر من ألف كيلومتر من سواحل السلطنة ، ومتابعة كل مراحلها ، أولا بأول ، أو على مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية ، بما في ذلك قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية ، والوزارات المعنية ، والجهات المدنية والمحلية الأخرى ، أو فيما يتصل بالإعداد لعمليات الإخلاء لبعض المناطق - في حالة الضرورة - والإغاثة وتوفير مختلف الخدمات والتغلب على الآثار المصاحبة ، بأكبر قدر من السرعة والكفاءة ، وهو ما جعل السلطنة تملك بالفعل رصيدا طيبا من الخبرات ، بما في ذلك الدور والمهام التي تقوم بها الكوادر العمانية المؤهلة والمدربة في القطاعات والمؤسسات المختلفة ، وكذلك المواطنون والمتطوعون من الشباب العماني وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص ورجال الأعمال ، والتي حولت السلطنة الى خلية نحل تبعث على الاعتزاز والسعادة بوعي المواطن العماني ، وبالدرجة العالية من التكاتف والترابط بين أبناء المجتمع العماني الوفي على امتداد هذه الأرض الطيبة ، وهو ما يمثل في الواقع ثمرة من ثمار الجهود التي بذلها ويرعاها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لتحقيق وتعميق الترابط والتكافل الدائم بين أبناء الوطن في كل الظروف .

وفي حين ألقت الندوة الرابعة للأعاصير المدارية والفيضانات المفاجئة « بعد عشر سنوات على جونو وفيت - الدروس المستفادة» التي عقدت امس الأول ، الكثير من الضوء على الدروس المستفادة والخبرات المتعددة التي تكونت لدى السلطنة ، والتي كانت موضع إشادة أيضا من جانب هيئات ومنظمات إقليمية ودولية معنية بمثل هذه الظواهر ، فإن مما له أهمية ودلالة عميقة ، أن المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة ، بدأ في رصد العاصفة المدارية « لبان » وسط بحر العرب والتي تتحرك في اتجاه الغرب الى الشمال الغربي ، مع احتمال تأثر سواحل السلطنة في محافظتي ظفار والوسطى بهذه العاصفة المدارية ، والتي قد تبدأ بعض الآثار غير المباشرة لها اعتبارا من اليوم ، في شكل أمطار متفرقة وارتفاع لأمواج البحر .

وبينما يواصل المختصون بالأرصاد الجوية ، في الهيئة العامة للطيران المدني وفي مركز الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة ، تتبع وتحليل خرائط الطقس بشكل مستمر ، إصدار البيانات والنشرات الخاصة بها وبما ينبغي اتخاذه من إجراءات من جانب المواطنين والمقيمين ، فإن اللجنة الداخلية لإدارة الحالات الجوية الاستثنائية بالهيئة العامة للطيران المدني ، واللجنة الفرعية للدفاع المدني بمحافظة ظفار ، وغيرها من الجهات المعنية ، تتخذ كل التدابير لضمان جاهزية كل القطاعات في التعامل مع العاصفة المدارية « لبان» ، والمؤكد ان التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وتعاون المواطنين والمقيمين ، كفيل ، وكما حدث من قبل ، بالحد من أية آثار قد تصاحب العاصفة « لبان» ، خاصة مع اهتمام الجميع بمتابعة ما يصدر من بيانات خاصة بذلك والالتزام بها .